لامكاان للفرح في الجهراء

لا مكان للفرح في الجهراء... انطفأ نور العيون

لا صوت يعلو صوت الألم والجراح في الجهراء الحزينة التي توشحت السواد الأعظم ولا تزال كذلك، بعد الفاجعة الأليمة التي أفجعت ليس الجهراء والكويت فحسب بل ربما العالم أجمع، فعندما تجلس خلف شاشة التلفاز وتجد فتاة أجنبية تنقل الحدث أو تذيع الخبر تتأكد أن الفاجعة ليست موتا فحسب إنما أكبر من ذلك، فكل شيء غاب عن الجهراء، الفرح والبسمة والذكريات الجميلة، وتبدل ذلك إلى الدموع والشجن، والجميع يقول 'ياليت الذي جرى ما كان' لكنه قضاء الله وقدره، فقبل ثلاثة أيام كانت الجهراء على موعد مع استقبال شهر رمضان بالفرح والابتهاج، والجميع يستعد لهذا الشهر من خلال طقوسه المختلفة، وزاد من ذلك كثرة الأفراح في الأسبوع الأخير قبل رمضان، من أجل أن تكتمل الفرحة، ولكن كل هذا لم يحدث عندما وقعت الكارثة ليتحول فرح الجهراء المشمس بالورد إلى ليل دامس لا ترى منه سوى الدموع ولا تسمع سوى أصوات اليتامى والثكالى الذين ألم بهم حريق الجهراء الذي ألقى بظلاله الدخانية على كل مشاعر الفرح، فلا تجد أحدا في هذه المحافظة إلا وقد أصابه ما أصاب ذوي الفرح الأليم إن لم يكن فعليا فعن طريق المشاعر.
فبعد يومين من الكارثة والفاجعة الأليمة تغير منظر وملامح الجهراء، تلك المسماة بالواحة، فمن كان يريد الاحتفال بفرحه خلال هذه الأيام القليلة التي تسبق رمضان أجله لما بعد هذا الشهر، تضامنا مع أهالي الضحايا، والذي يريد أن يبتسم أجل ابتسامته إلى إشعار آخر، والذي يريد أن يجهز لشهر رمضان لم تعد نفسه قادرة على ذلك ليلتف الجميع خلف قبيلة الظفير يواسونهم في هذا المصاب الجلل.

الداخل الى الجهراء العتيدة لا يجد سوى لافتات سوداء تشير إلى مواقع استقبال التعازي بضحايا الكارثة الأليمة، فهذا أحدهم وضع لافتة لابنته وهذا زوجته، ومن بعيد تجده أبا فقد فلذات كبده الثلاث ووالدتهم، وهنا آخر للتو يضع لافتة عزاء أمه بعد أن تعرف عليها عن طريق الحامض النووي على أثر اختفاء ملامحها بسبب التفحم الشديد... إذن كل ما في الجهراء يتجه إلى تغيير لونه إلى السواد، ولا توجد كلمة سوى أن الفرح ممنوع بسبب ما حصل.

الشوارع أصبحت خالية من مرتاديها وأصوات الموسيقى اختفت، وحتى المحال التجارية في الأسواق أصابها الكساد لحد ما لقلة مرتاديها، ولا تسمع بها إلا صوت آيات الذكر الحكيم التي يشاطر بها أصحاب المحال ذوي المصاب الجلل. فمشاهد الكارثة إن غابت عن الساحة بعد أن أزالت جرافات البلدية ركام الحريق فهي تخلد في الأذهان، فكيف ينسى الجهراوية طفلة ارتدت أجمل الثياب وسرحت شعرها استعدادا للمشاركة في الفرح، لكن فرحتها اغتيلت بعد أن لصقت ملابسها وزينتها على جسدها بسبب الحريق الظالم الذي لم يرحم طفولتها، وخطف براءتها لتجد فرحتها في جنة النعيم عند بارئها.

الحديث عن جهراء الفاجعة يطول ولا تستطيع كل الكلمات والتعابير أن تعبر عن حجم المأساة والأرواح التي زهقت على أسفلت الفرح، فالعيون لم تعد ترى ولا تبصر بعدما انطفأ نورها بعد سبت أسود.

بقااايااا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حسبي الله ونعم الوكيل

تسلمي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

انال الله وانا اليه لراجعون
دمتي